مساعدة الأعضاء

ما أحبت الشام في تاريخها العريق شاعراً كما أحبت نزار قباني، وما عرف الشعر العربي شاعراً سكنته الشام كما سكنت فؤاد نزار "أنت النساء جميعاً ما من امرأة أحببت قبلك إلا خلتها كذبا"، وعشق نزار للشام عشق للأمة العربية كلها، فالشام قلب العروبة التي بارك الله بها وبأكنافها، وقد أدرك العرب هذا الحب الشامي النزاري اليعربي الحميم لهم، فبادلوا نزاراً حباً بحب وعشقاً بعشق، فحفظ الناس قصائده في قلوبهم، ولاسيما تلك التي عبّرت عن آلام وأوجاع العرب، وحين كتب هوامشه القاسية على دفتر النكسة كان ذلك واضحاً في كونه يستخدم الكي المؤلم علاجاً "ومن الكي قد يجيء الشفاء"، وحين أفاق العرب ونهضوا من هوة النكسة وحققوا في حرب تشرين حضورهم أمة ملتمة الشمل قوية العزيمة، كان نزار أجمل من غنى لها: "جاء تشرين يا حبيبة عمري، أجمل الوقت للهوى تشرين، ولنا موعد على جبل الشيخ، كم الثلج دافئ وحنون"، وحين تفجرت انتفاضة أطفال الحجارة، عبّر عن نشوة وثقة بالجيل الجديد، ورجا أطفال غزة أن يعلمونا كيف يكون الشموخ والانتصار، وحين تردى حال الأمة إلى شقاق وشرخ عميق في جسدها الذي وهن، أعلن عن وفاة العرب قهراً مما آل إليه حالهم، ولكنه كان سرعان ما ينفعل مع أية بارقة أمل مع الجيل الجديد، فيهلل لها ويرى مستقبل الأمة من خلالها·
وكان نزار في مطلع شبابه قد انصرف للكتابة عن المرأة وعن الحب، وأساء بعض الناس فهمه، فظنوه شاعر تهتك ومجون، وما ذلك إلا لأنهم لم يألفوا منذ قرون هذا النوع من الشعر المحقق كما سماه طه حسين، وهو الذي ازدان به أدبنا العربي في عصور ازدهاره·· ومن يقرأ أدبنا القديم يدرك أن نزاراً كان في شعره الغزلي أعف من الأعشى ومن بشار بن برد ومن الفرزدق ومن أبي نواس ومن سواهم من المحققين، ولكنه اختص دون سواه في أدبنا العربي كله بالتعبير عن مشاعر المرأة ومكنوناتها، فهو أول من حكى باسم المرأة، وطالب بحريتها في الإفصاح عن مشاعرها الإنسانية، وأول من تجرأ على كشف المستور في مشكلات المرأة العاطفية والنفسية، وكانت تلك القصائد المحرمة مثل "حُبلى، ومطر ومثيلاتهما" تخبئهن النساء في حقائبهن، ويدركن أن نزاراً كان الأصدق والأجرأ في التعبير عن مكنوناتهن·
وما أظن شاعراً عربياً عبر عصور الأدب العربي حظي بالمكانة التي حظي بها نزار في أمته، فحتى الذين هجاهم في قصائده كانوا يحتفظون بهذه القصائد، بل يحفظونها، لأنه لم يهج يوماً أحداً هجاء شخصياً، وإنما كان يهجو موقفاً أو سلوكاً يعيبه، ويريد أن تتخلص منه أمته·
كان نزار صادقاً، لم يتزلف في شعره يوماً إلى أحد، ولم يمدح أحداً من الساسة والقادة والأمراء في حياتهم، بل إنه عاش أقرب إلى المعارضة السياسية الوطنية الشريفة التي تسعى إلى التغيير وإلى الإصلاح وإلى الأفضل·
وحسبنا أن يبقى نزار صوتاً عذباً رقيقاً يضوع منه رحيق الشام في الأعماق، وأغنية على شفاه الأجيال·· تحفظ ذكراه الغالية في الوجدان العربي، وترثها الأجيال التي آمن بقدرتها على إنهاض الأمة من وهاد الهوان، وإعلاء شأنها وتحقيق ما يرنو إليه شعراؤها من كبرياء·

نزار قباني شاعر جوهرة
وانا بفتخر انو نزار شاعر سوري
من ابناء دمشق الغالية
وأما سيادة الدكتور وزير الثقافة
فالله يخليلنا ياه مشان نضل ننهل من علمه وأدبه

نزار قباني شاعر روعة

شكرا على الموضوع الجميل

أجمل ما كتب الدكتور رياض نعسان آغا وهو عن نزار قباني

مساعدة الأعضاء

أكبر رقم قياسي لذكر الله