للإنتباه المساكنة.. بداية قصة جديدة في المجتمع السوري بين العلن والخفاء, الضوء والظلمة, الجرأة والتردد, تتوتر, حياة غير المتزوجين, حياة من اختاروا المساكنة. هم لا ينتظرون إقراراً من المجتمع لأنهم يعرفون أنه يرفضهم لإعتبارات متعددة .
قريباً من الحب.. بعيداً عن الزواج.
تسهب كاترين في شرح مسألة المساكنة وتعتبرها صراعاً بين قطبين( عادات وتقاليد المجتمع من جهة والرغبة من جهة أخرى, والمساكنة هي ثمرة انتصار الرغبة وحول نظرة المجتمع ودرجة الرقابة التي يفرضها على هذا النوع من الارتباط يعتبر فادي- شريكها- أن المساكنة من هذه الناحية(هي لعبة ذكاء, أي يجب أن تصنع شيئاً من التوازن بين ما تريده أنت وما يريده ا لمجتمع, ولا يتردد في القول إن الجسر الذي يصل بين هذين الأمرين هو الكذب.
وحول مدى الارتباط بين المساكنة والزواج يؤكد خالد أنهما- هو وشريكته- لا يعتبران أن فترة المساكنة هي مرحلة ما قبل الزواج( نحن نعيش لحظة حب مكتملة الجوانب وهذا هو الأمر المهم( تضيف نغم) لا نريد أن نتعامل مع الزواج على أنه ضريبة يجب أن ندفعها لأننا اخترنا المساكنة( ثم تتابع) أما إذا توفرت الظروف المناسبة, وكان لدينا رغبة حقيقية في الزواج, فلا مشكلة بين قدرة الفرد ونفاق المجتمع.
لا يريد مرح وسامر أن ينظرا إلى تجربتهما على اعتبار أنها تمرد على قوانين المجتمع وخرق لها, و يتابع سامر(كل ما في الأمر أننا نريد أن نعيش بحرية, وعلى طريقتنا( لكن مرح تضيف بسخرية لاذعة) منذ فترة طويلة ترتبط كلمة المجتمع في ذهني بكلمة النفاق وقبل أن تسترسل يضع سامر النقاط على حروف شريكته ويعتبر( أن رفض المجتمع للمساكنة لا يأتي في سياق الدفاع عن أخلاق معينة, وإنما بسبب عدم قدرة الكثير ممن يرفضون على تحقيق هذا الأمر, لأسباب تتعلق بظروفهم ومستوى وعيهم) رشا التي لم تعش تجربة المساكنة, تتفق مع سامر وتقول( جميعنا كشباب لدينا رغبة جنسية, وجمعينا بالطبع يسعى إلى إشباعها, ولكن تختلف الطرق وهنا تميز رشا بين طرائق سوية ومن بينها المساكنة وأخرى مشوّّهة وتعتبر أن درجة الإثارة التي نلاحظها في كل مكان ماهي إلا تعبير مشوه عن حالة من حالات تفريغ الكبت الجنسي لدى الفتيات, كما أن الانتشار السرطاني لبيوت الدعارة والنوادي الليلية هو شكل من أشكال الانحطاط في التعامل مع مسألة الجنس لدى الرجال).
حالات أخرى.. حلول أخرى
مع باسل ولميس نصادف حالة خاصة, فهما خطيبان منذ سنة ونصف, وبين التشرد والمدينة الجامعية قضيا سنة كاملة, إلى أن اقترح باسل موضوع السكن المشترك و... تم الأمر. تقول لميس( ترددت جداً في البداية لكني وبعد القليل من التفكير والكثير من التحطيم لمحرمات كانت حتى الأمس مقدسة, قبلت بالأمر على اعتبار أن زواجنا قد أصبح على الأبواب) أما بالنسبة لباسل فلم يكن الأمر صعباً لهذه الدرجة) فأنا أْعيش حالة رائعة من الطمأنينة, وأعتقد أن السكن مع لميس قد ساهم إلى حد كبير في وصولي إلى هذه الحالة) وعندما توجه إليهما سؤالاً يتعلق بالخشية من عدم اكتمال( الحلو) يأتي الجواب على شكل عناق خجول يوحي بثقة عمياء.
هذه الثقة كانت أكثر تماسكاً لدى رولا وحسين, لسبب يعتبرانه بسيطاً ألا وهو حذف الجنس( الكامل) من علاقتهما, وتختصر رولا هذا الأمر إلى معادلة رياضية هي: مساكنة ناقص جنس يساوي علاقة متوازنة وتتابع( ليس الجنس شرطاً ضرورياً في المساكنة, فالهدف من المساكنة هو معرفة أكثر عمقاً بالشريك الذي من المفترض أن تكمل معه مشوار العمر وبدوره يتحدث حسين عن درجة إشباع معينة توفرها له المساكنة ويعلل الأمر قائلاً إن المجتمع الشرقي قد أقام فصلاً مرعباً بين الجنسين أما في حالتنا فنحن نكسر هذه القاعدة, وهذا في الحقيقة يحقق لنا إشباعاًًًًً, اعترف أنه ليس كاملاً, ولكنه إشباع على أية حال).
ماأوردناه هنا هي حالات محدودة في مجتمع ربما تكون بداية .